خايف أموت
للشاعر الكبير
عبد الرحمن الأبنودي
تتعسني فكرة إني هموت
قبل ما أشوف- لو حتى دقيقة-
رجوع الدم لكل حقيقة..
وموت الموت..
قبل ما تصحى..
كل الكتب اللي قريت
والمدن اللي ف أحلامي رأيت
والأحلام اللي بنيت
والشهدا اللي هويت
والجيل اللي هداني
والجيل اللي هديت..
قبل ما أملس ع الآتي
وادفن كل بشاعة الماضي
في بيت.
***
حاقولها بالمكشوف:
خايف أموت من غير ما أشوف
تغير الظروف.
تغير الوشوش..
وتغير الصنوف.
والمحدوفين ورا
متبسمين في أول الصفوف.
خايف أموت وتموت معايا الفكرة
لا ينتصر كل اللي حبيته..
ولا يتهزم كل اللي كنت أكره..
اتخيلوا الحسرة.
***
مأساتنا.. إن الخونة.. بيموتوا
بدون عقاب ولا قصاص..
مأساتنا
إن الخونة بيموتوا.. وخلاص.
بدون مشانق في الساحات..
ولا رصاص.
على كل حال..
"صدقي"* مازال
صدقي على قيد الحياة
بيفجر الدم النبيل
ويبطش بالاستقلال
ويمرغ الجباه
تحت الجزم والخيل
ويفتح الكوبري علينا
كل صبح وليل
والإنجليز..
مازالوا بيقهقهوا
ويضربوا.. ويسجنوا الشباب
على كوبري عباس..
أو
في "معرض الكتاب"
*يقصد إسماعيل صدقي رئيس الوزراء في عهد الملك فاروق الذي عرف تاريخيا باسم "جلاد الشعب" وينسب إليه فتح كوبري عباس ليسقط منه الطلاب المتظاهرين والمطالبين بالاستقلال.
انا عارف ان دا زمن وعدى من زمان بس احنا كشباب لازم نعرف تاريخ بلدنا حتى لو كان فى بيت شعر
عشان كدا حاولت انقلكو احساس الابنودى فى اللحظات اللى كتب فيها الكلام دا
وانا منى واحد اول مره اعرف حكاية جلاد الشعب دى
يارب الموضوع يعجبكو
يحيى المصرى