كلا يا نفسي لن أسمح لكِ أبداً

---حوار دار بينى وبين نفسي -----------------------------------------------------------------------------

لا أدري ما هو الحل الأنسب معك يا نفسي .....!

ما بالي أدعوك إلى الخير وتدعينني إلى الشر ؟! أدعوك للبر وتدعينني للمنكرات !

أتعبتني معك أيتها النفس ، مللت من عنادك ، سئمت من تصرفاتك ، إلى متى ستستمرين في عنادك؟؟؟؟وإلى متى ستبررين أخطاءك بأعذار واهية وتافهة ؟؟ إلى متى يا نفسي؟؟إلى متى ؟؟؟!!

ما بالك أيتها النفس ارتضيتِ لي بدنيا حقيرة ؟؟؟ وأنا أدعوك لجنة عرضها السماوات والأرض .

ما بالك يا نفسي تتهربين من مصارحتي بأنك على خطأ ، لماذا تحاولين الإلتفاف على الحقائق وتزيين الباطل ؟؟ لماذا ؟؟

دعيني أخبرك أيتها النفس أنني صبرت عليك بأكثر مما أطيق ، فلا تحمليني مالا أطيق ، لأن ذلك لن يعود عليك بخير ، فأنا لا أسعى إلا إلى مصلحتك يا نفسي ، لا أريد لك إلا الأفضل في كل شيء ، وقد اخترت لك النعيم المقيم ، فلا تتصرفي كالأطفال وتفضلي لحظات متعة عاجلة على الفردوس الأعلى ، فإن ذلك إن صدر منك فإنه لا يدل إلا على حمق ليس إلا ! فإياك وارتكاب الحماقات يا نفسي ، فقد تحامقتِ بما فيه الكفاية ، وأزعجتِني بما فيه الكفاية أيضا .... وقد وصلتِ إلى نقطة لا تتوقعي إلا أن أقول لكِ فيها stop ، قد تجاوزتي كل الحدود التي رسمتها لك يا نفسي !!! لقد تعديتِ كل الخطوط الحمراء التي رسمتها لكِ. فتوقفي وإلا ستندمي وها أنا أحذرك وقد أعذر من أنذر .


وأُذكرك بشيء هام جدا أيتها النفس ، وهو أنه سواء أعجبك نصحي أم لم يعجبك ، وسواء اقتنعتي أم لم تقتنعي بكلامي فإن ذلك لايهم ، ولن يهمني أبدا رأيكِ فالقرار لي وليس لكِ ، ولتسمعي مني هذه العبارة جيدا : ( كلا وألف كلا أيتها النفس ليست خديجة من ترضخ لكِ ولن ترضخ لكِ أبدا بإذن الله ما كانت دعوتك لها إلى أمر سوء ، ولست أنا أيتها النفس من يطئطئ رأسه للشيطان ، تذكري ذلك يا نفسي ، ولا تظني أنني إن تهاونت معك في وقت ما أن ذلك سيستمر ، لا تفرحي بتهاوني لأنه زلة لن تتكرر بإذن الله ).


وأخيرا يا نفسي تذكري قوله تعالى :

((وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ )).

وقوله سبحانه :
(( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ )).

وقوله تعالى :
(( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)).

وتذكري موقف إبليس الذي يزين لك المعاصي وقت الحساب في قوله تعالى :

((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ )).


هداك الله يا نفسي وكل من تحبي إلى طريق البر والخير ، وباعد عنك وعن أحبتك في الله همزات الشياطين.



لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين