30 سنة تعددية حزبية * محمود مجدى الأعرج
منذ أن اطلق الرئيس الراحل محمد انور السادات التعددية الحزبية قى مصر وتحويل المنابر السياسية الثلاثة ( اليمين والوسط واليسار ) إلى أحزاب سياسية فى عام 1976 وتتزايد عدد الأحزاب السياسية فى مصر كل عام إلى ان وصل عدد الأحزاب السياسية الآن فى عهد الرئيس محمد حسنى مبارك إلى اكثر من اربعة وعشرين حزب سياسى وقد تكون التعددية الحزبية هى أحدى اهم مبادئ إرساء قواعد الديمقراطية وترسيخ السيادة
ولكن على الرغم من أن التعددية الحزبية بدات بثلاث أحزاب هى التجمع الوطنى التتقدمى الوحدوى والحزب الوطنى الديمقراطى وحزب الاحرار فقد كانت الحياة السياسية آنذاك قد تكون تتمتع بمزيد من الإزدهار عنها الآن رغما عن تزايد عدد الأحزاب المصرية نظرا لإيمان الأحزاب بمبادئها وأفكارها وسعيها نحو تحقيقها .
وعلى الرغم من هذا العدد الذى تعدى العشرين حزب سياسى الآن إلا ان المجتمع المصرى لايزال لايشعر بوجود هذه الأحزاب ويكادوا ان يشعروا بتحكم الحزب الوطنى الديمقراطى وقوته وسيطرته على تلك الأحزاب وهيمنته عليها ولعل من أهم تلك الأسباب انه منذ أنشاؤه وهو يمتاز بأنه حزب الحكومة وحزب رئيس الجمهورية
ولكنى ارى أن اهم تلك الأسباب لم تكن فقط فى قوة الحزب الوطنى الديمقراطى ولكن قد يكون هذا أيضا فى تقصير من جانب الأحزاب نفسها
فقد اصبح الحزب السياسى اليوم هو حزب الجريدة وحزب رئيس الحزب وليس حزب الشارع الذى يستطيع ان يصل إلى رجل الشارع
وأيضا قد تتبنى الأحزاب أفكارا وأهدافا ولا تسعى لتحقيقها أو تطبيقها ولكن تتخذ تلك الأهداف والأفكار حتى تستطيع إنشاء الحزب وإشهاره ولكن ماذا بعد كل هذا وأين الديمقراطية التى تنادى بها الاحزاب وهم لا يطبقونها داخل الحزب فيبقى القرار داخل الحزب هو قرار رئيس الحزب فقط وإذا ما إعترض أحد على قراراته فقد يعرض نفسه للفصل او الإقاله من الحزب
وهذا حزب آخر أنقلب أعضاؤه على رئيسه وحزب آخر منقسم فى داخله ومتفكك كيانه لأكثر من طرف
وهذا حزب آخر لم يتبقى منه سوى اسمه رغما من انه من اول الأحزاب السياسية إنطلاقة فى مصر
فلم يعد الحزب الآن هو الوحدة المتكاملة المتماسكة والكيان الموحد والمجموعة الواحدة التى تؤمن بافكار ومبادئ واحدة
فهذا هو حال التعددية الحزبية فى مصر
وحال الأحزاب المصرية التى تبرر ضعفها بسيطرة الحزب الحاكم
مما انعكس الحال على الشارع المصرى وتسبب فى ركود سياسى وضعف المشاركة السياسية
فماذا الحال لو طبقت الأحزاب الديمقراطية بداخلها اولا وامنت بمبادئها وأهدافها وسعت جاهدة لتطبيقها وتطبيق برامجها والتخلى عن الصراعات الداخلية ؟؟!!
* باحث ومحلل سياسى